الله أكبر في الدفاع سأبتدي
وهو المعين على نجاح المقصدِ
وهو الّذي نصر النبيَّ محمّدً
وسينصر المتتبّعين لأحمدِ
وبه أصول على جميع خصومنا
وأعدّه عونًا على من يعتدي
سأرسل سهمًا من كنانة وحيه
وبه أشدّ على كتائب حُسَّدي
وبه سأجدع أنف كلّ مكابر
وبه سأرصد للكفور الملحدِ
وسأستجير بذي الجلال وذي العلا
لا لن أُضام إذا استجرتُ بسيّدي
وسأستمدّ العون منه على الّذي
لمز الأحبّة بالكلام المفسدِ
حتّى أشتّت شملهم بأدلّةٍ
مثل الصواعق في السحاب الأسودِ
وبنور وحي الله أكشف جهلهم
حتّى يَبين على رؤوس المشهدِ
لا تلمزونا يا خفافيش الدجى
بتطرّفٍ وتسرّعٍ وتشدّدِ
لا تقذفونا بالشذوذ فإنّنا
سرنا على نهج الخليل محمّدِ
ولكلّ قولٍ نستدلّ بآيةٍ
أو بالحديث المستقيم المسنَدِ
والنسخَ نعرف والعمومَ وإنّنا
متفطّنون لمُطلَقٍ ومقيَّدِ
ونصوص وحي الله نتقن فهمَها
لا تحسبون الفهم كالرأي الردي
وإذا تعارَضَت النصوصُ فإنّنا
بأُصولِ سادتنا الأئمّة نهتدي
ونحارب التقليدَ طولَ زماننا
مع حبّنا للعالِم المتجرّدِ
وكذا الأئمّة حبُّهم متمكّنٌ
من كلّ نفسٍ يا بريّةُ فاشهدي
وترقّ أنفُسُنا لرؤية مَن غدا
في ربقة التقليد شبه مقيَّدِ
إنّا نرى التقليدَ داءً قاتلًا
حجب العقولَ عن الطريق الأرشدِ
جعل الطريقَ على المقلِّدِ حالكًا
فترى المقلّدَ تائهًا لا يهتدي
فلذا بدأنا في اجتثاث جذوره
من كلّ قلبٍ خائفٍ متردّدِ
ولسوف ندمل داءه وجراحَه
بمراهمِ الوحي الشريف المرشِدِ
ندعو إلى التوحيد طولَ حياتنا
في كلّ حين في الخفا والمشهدِ
ونحارب الشرك الخبيث وأهله
حربًا ضروسًا باللسان وباليدِ
وكذلك البدع الخبيثة كلّها
نقضي عليها دون باب المسجدِ
هذي طريقتنا وهذا نهجنا
فعلامَ أنتم دوننا بالمرصدِ
لِمَ تطعنونا وتلمزونا كأنّنا
جئنا برأيٍ للعقيدةِ مفسِدِ
أَلِمَذْهَبٍ وَلِعادَةٍ وَحُكُومَةٍ
تتهرّبون من الحديثِ الجيّدِ
هذا الحديث تلألأت أنواره
رغم الجهول ورغم كلّ مقلِّلدِ
إنْ كنتمو تتضرّرون بنورهِ
فالشمس تطلع رغم أنف الأرمدِ
باللهِ قولوا ما الّذي أنكرتمو
علَّ البريّةَ للحقيقةِ تهتدي
هدّدتمونا بالمذاهب بعدما
وضح الدليل فبئس من متهدِّدِ
وبهتّمونا بالقبائحِ كلِّها
وعرضتمونا بالقناع الأسودِ
ورفعتمونا للولاة تشفّيًا
وفرحتمو بتهدّدٍ وتوعّدِ
لكنّنا لُذْنا ببابِ إلهنا
فأراحَنا مِن كلّ خصمٍ معتدي
وجلا الحقيقةَ للملا فَخَسِئْتُمُو
والسوءُ يظهر من خبيثِ المقصدِ
يا معشر الإخوان سيروا وأبشروا
وثقوا بنصر الواحدِ المتفرّدِ
سيروا على نهج الرسولِ وصحبِهِ
لا تعبؤوا بالآثم المتمرّدِ
ولْتعلنوها للبريّة كلّها
إنّا بغير محمّدٍ لا نقتدي
لا نطلب الدنيا ولا نسعى لها
اللهُ مقصدنا ونعم المقصدِ
ليس المناصب همَّنا ومرادَنا
كلّا ولا ثوب الخديعة نرتدي
إنّا لَنسعى في صلاح نفوسنا
بعلاج أنفسنا المريضة نبتدي
ونحبّ أن نهدي البريّةَ كلَّها
ندعو القريب قبيل نصح الأبعدِ
وبواجب المعروف نأمر قومنا
ونقوم صفًّا في طريق المفسدِ
لو تبصر العقلاء في حلقاتنا
مِن عالِمٍ أو طالبٍ مسترشدِ
لرأيتَ عِلمًا واتّباعًا صادقًا
للسنّة الغرّاء دون تردّدِ
أنعِمْ بطلّاب الحديث وأهلِهِ
وأجلّهم عن كلّ قولِ مفنّدِ
هم زينة الدنيا مصابيح الدجى
طلعوا على الدنيا طلوع الفرقدِ
ورثوا النبيَّ وأحسنوا في إرثهِ
وحَمَوْهُ من كيد الخبيث المعتدي
سعدوا بهَدْي محمّدٍ وكلامِهِ
وسواهمو بكلامه لم يسعدِ
والدين قال الله قال رسوله
وهمو لدين الله أفضلُ مرشدِ
والفقه فهم النصّ فهمًا واضحًا
من غير تحريفٍ وتأويلٍ ردي
لا تحسبنّ الفقه متنًا خاليًا
من كلّ قولٍ للمشرِّع مسنَدِ
أو قال عالِمُنا أو قال إمامُنا
أو ذاك مذهب أحمدٍ ومحمّدِ
هذا كلامٌ ليس فيه هدايةٌ
مَن سار في تحصيله لا يهتدي
فعليك بالوحيين لا تعدوهما
واسلك طريقهما بفهمٍ جيّدِ
فإذا تعّذر فهم نصٍّ غامضٍ
فاستفتِ أهلَ الذكر كالمسترشدِ
بالبـيـّنـات وبالزبـور فإنّه
من أمر ربّك في الكتاب فجوِّدِ
واعلم بأنّ مَن اقتدى بمحمّدٍ
سيناله كيدُ الغواةِ الحُسَّدِ
ويذوق أنواعَ العداوةِ والأذى
مِن جاهلٍ ومكابرٍ ومقلّدِ
فاصبر عليه وكن بربّك واثقًا
هذا الطريق إلى الهدى والسؤدُدِ
الشاعر الشيخ احمد حسن المعلم من علماء اليمن حفظه الله ورعاه