المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فالهجوم على منهج ومذهب السلف ليس جديداً، بل هو قديم قدم نشوء البدع والافتراق في هذه الأمة، حيث كانت كل طائفة ترى في مذهبها الحق وتعادي من يخالفه، ولما كان السلف هم الوسط المخالفين لأهل الغلو والجفاء والإفراط والتفريط نالهم من كافة الطوائف المنحرفة ما نالهم، وصبت عليهم كل فئة حادت عن الطريق المستقيم غضبها.
وكان ذلك – من فضل الله – سبباً في رسوخ الحق وعلوه ونشره، وفي رفعة رجاله الحاملين للوائه وذيوع ذكرهم في الأمة وقبولهم عند الناس، مع ما لهم عند ربهم من مزيد الأجر والحسنات وحسن الثواب.
والنبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن إتباع هذه الأمة من سبقها من الأمم وافتراقها كما افترقت أمر بإتباع ما كان عليه هو وأصحابه وأمر بإتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده وأمر بالعض عليها بالنواجذ ونهى عن البدع والمحدثات في الدين. وكل هذا لأجل خطورة مثل هذا الافتراق والبدع.
ولما كانت كل طائفة تدعي أن مذهبها الحق وأنه يقوم على دلائل الكتاب والسنة أو على الأقل لا تعارضها جاء الأمر مع اتباع سنته وما كان عليه صلى الله عليه وسلم باتباع أصحابه وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وفي هذا بيان لمسألة – قد يغفل عنها البعض – خاصة في الأزمنة المتأخرة فيظن أنه ينبغي الرجوع إلى الكتاب والسنة دون الالتفات إلى ما وقع من افتراق في هذه الأمة ونشوء طوائف في كل زمن وعصر، وأن تجاوزها شرط لوحدة الأمة الإسلامية في دينها وعقيدتها.
وهذا كلام طيب وحسن وهو أمنية كل مسلم ولكن شرطه أن تتخلى كل فرقة وطائفة عن معتقداتها المنحرفة لترجع إلى ما جاء في الكتاب والسنة دون تحريف أو تأويل أو إلحاد.
أما والواقع غير ذلك فلا بدّ من تمييز منهج السلف عن مناهج غيرهم كما فعل الأئمة منذ عهد الصحابة – رضوان الله عليهم – وإلى يومنا، ولا بد من نشره والدفاع عنه والرد على المنحرفين وأهل البدع جميعاً، ونصحهم وأمرهم بالتوبة والرجوع إلى الله وتحذير الأمة كلها من هذه البدع والضلالات، مع بيان العقيدة الصحيحة وشرحها وتوضيحها لهم، والردود والمناقشات بحسب أحوال هذه البدع وانتشارها وعموم خطرها.
والخلاصة:
1- أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن تقليد هذه الأمة لغيرها وعن افتراقها وقد وقع هذا فلا داعي لإنكار ما ورد في ذلك، خاصة ممن يريد جمعها بأيّ شكل وعلى أي منهج.
2- أنه لا تعارض بين الشرع والقدر – كما قرر ذلك الأئمة ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – بل نؤمن بهما جميعاً فنؤمن ونصدق ما جاءت به الأخبار من الافتراق في هذه الأمة، ونتبع الشرع في اجتنابها والإعراض عن بدعها واتباع ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والقرون المفضلة.
أما من أراد أن يلغي الشرع باعتبار الافتراق أمراً قدرياً فنرضى بهذه الفرق ونقبلها، أو أراد أن يلغي القدر وينفي وجود هذا الافتراق لأن الله لا يحبه ولا يحبه رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا من الخطأ البيّن الذي يجب أن يحذره الجميع وخاصة طلاب العلم.
3- عقيدة ومنهج السلف باقيان إلى آخر الزمان كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور أنه لا تزال طائفة من أمته باقية على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى، وهذا مع ما سبقت الإشارة إليه من الأمر باتباع أصحابه وسنة الخلفاء الراشدين، فيه الدلالة القاطعة على وجوب اتباع منهج السلف في كل وقت ومنه وقتنا هذا في فتنه وعولمته ومتغيراته.
وقد عجبت لعبارة شيخ الإسلام ابن تيمية حين ذكر في أول العقيدة الواسطية ما يفيد هذا حيث قال: أما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة إلى يوم القيامة، فقوله : إلى قيام الساعة تنبيه للأمة في زمنه، وهو تنبيه لنا في هذه الأيام مقتضاه أن الحق واحد باق، لا يتغير ولا يتبدل.
4- وعلى هذا فما يجري في هذه الأيام من هجوم على منهج السلف هو جزء من سنة الله تبارك وتعالى في الصراع بين الحق والباطل، وهي سنة باقية ولا تتغير ولا تتبدل.
5- والصراع قد يشتد في زمان دون زمان أو في مكان دون مكان حسب قوة الباطل وحسب قيام أهل الحق بما أوجب الله عليهم، ولكن العاقبة للمتقين المتبعين لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم – نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا منهم -.
وهذه الكلمات المختصرات جعلتها في ثلاثة أقسام :
القسم الأول : أسباب الهجوم على مذهب السلف.
القسم الثاني : مظاهر الهجوم على منهج السلف.
القسم الثالث : العلاج ووسائله.
وأسأل الله أن ينفع بها.
القسم الأول: أسباب الهجوم على مذهب السلف:
لقد عظمت الحملة في هذه الأيام على منهج وعقيدة السلف الصالح واشتد أوارها إلى حدّ لم نعهده في زماننا المتأخر – خاصة في بلاد الحرمين المملكة -.
وأسباب ذلك معلومة لا تخفى، ولا بأس من أن نشير إليها باختصار من باب التذكير، ويمكن تقسيمها إلى أسباب عامة وأسباب خاصة:
أولاً: الأسباب العامة:
1- سنة الله في الصراع بين الحق والباطل.
2- اتباع الهوى.
3- التباس الحق بالباطل لدى بعض الناس [فتن الشبهات].
4- ضعف التقوى وكثرة التفريط وانتشار المنكرات [فتن الشهوات].
5- الجهل، والخوض في مسائل الدين بلا علم.
6- عدم القيام بالواجب من جانب بعض أهل العلم والدعوة.
7- عداوة اليهود والنصارى والملحدين والمنافقين والعلمانيين ورؤوس البدع للمسلمين عامة ولأهل السنة خاصة.
8- العولمة ووسائل الإعلام والاتصال التي ساهمت في نشر الباطل وفشوه ودخوله إلى كافة بلاد المسلمين ومدنهم وقراهم وبيوتهم إلا ما عصم الله. [مع ملاحظة أن بعضها ساهم في نشر الخير والعقيدة الصحيحة والدفاع عنها].
ثانياً: الأسباب الخاصة:
1- تنامي ظاهرتي الإفراط والتفريط: فمن جهة ظهور الغلو عند البعض وعدم ضبط مسائل الإيمان والكفر، وما ترتب على ذلك وغيره من وقوع التفجيرات التي أفرحت أعداء هذه العقيدة في داخل المملكة وخارجها، ومن جهة ظهور التفريط عند بعض ممن تأثر بمذاهب المرجئة حتى أخلوا بمسائل الإيمان وربما صحح بعضهم دين اليهود والنصارى والمشركين. ومن ذلك التفريط الخطير غلو العلمانيين في نشر مبادئهم الإلحادية وحربهم على ثوابت الدين وأصوله.
2- الحرب العالمية الصليبية على الإسلام ركزت على عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة – ولم تطل الحرب أهل البدع من الرافضة والصوفية ومن شاكلهم – وقد تركزت الحرب بشكل أخص على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلى هذه البلاد المنتسبة إليها – وخاصة بعد أحداث نيويورك.
3- ظهور العلمانيين والحداثيين وأهل البدع [لأسباب معروفة] وعلو صوتهم في كثير من وسائل الإعلام ومجاهرتهم بالكثير من أفكارهم دون رادع – مما شجعهم على المضيّ سريعاً في نشر أفكارهم ومذاهبهم.
4- الناظر في الموقف الرسمي مما يجري يرى الليونة والضعف – وقد يقول البعض إنه تخلٍّ – عن أعظم ميزة تميزت بها هذه البلاد وهي العقيدة السلفية الصحيحة والتي لا يخفى تاريخها في هذه البلاد منذ عشرات ومئات السنين.
وهذا شجع الملاحدة وأهل الأهواء وأصحاب البدع على أن تعلو أصواتهم في نشر ضلالاتهم في الرد والطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة ومصادرها وعلمائها قديماً وحديثاً.كما أنه أصاب أهل السنة بالضعف والوهن.
5- وجود عدد من المنتكسين والناكصين على أعقابهم – لأسباب كثيرة – حيث حمل هؤلاء لواء الهجوم على العقيدة والشريعة وأصولهما وقواعد العلم الشرعي المعروفة.
وقد استخدم العلمانيون والمفسدون هؤلاء شر استخدام فروّجوا لهم في وسائل الإعلام وكرروا وأعادوا وزادوا وعملوا على تحويلهم إلى ظاهرة فكرية يحاربون بها دين الله عموماً وعقيدة ومنهج السلف خصوصاً.
6- ظهور المدرسة [العصرانية] – مدرسة أهل الأهواء – حيث تبنى بعض أسس هذه المدرسة من قد ينتسب إلى العقيدة الصحيحة ممن تأثر بهذه المدرسة، فصار بعض هؤلاء يروجون لهذه المدرسة في بعض مقولاتها وأسسها.
وهذه المدرسة من أخطر المدارس على الإسلام وقد أدرك هذا العلمانيون وأهل البدع المعروفون من الرافضة والصوفية ونحوهم، فوطدوا العلاقة مع هذه المدرسة وصاروا ينشرون فكرها، ويعلون من شأن كل من تأثر بها أو تبنى بعض مقولاتها.
7- تراجع بعض من كان ينتسب إلى عقيدة السلف من تبنيها، وفي المقابل صار يظهر الميل وأحياناً الانتساب إلى ما يخالفها، فهذا يظهر مذهب المعتزلة وذاك يقول بمذهب الأشاعرة، وهذا يدعو إلى التصوف ويراه حقاً...الخ
القسم الثاني: مظاهر الهجوم على منهج السلف:
من خلال ما سبق ذكره من الأسباب الخاصة والعامة تظهر جملة من مظاهر الهجوم على عقيدة ومنهج السلف – رحمهم الله – بشكل عام.
ويمكن أن تذكر هنا جملة من هذه المظاهر لعلها تكفي في إعطاء التصور الواضح للمشكلة، وأما الإحاطة بذلك أو بجله، فمما يُعلم صعوبته.
فمن هذه المظاهر:
أ/ عالمياً أخذ الهجوم على منهاج السلف وعقيدتهم – أو على الإسلام – لكن يقصد به من يعتمد هذا المنهج – شكلاً لم يعهد من قبل [بسبب وسائل الإعلام المتقدمة]. وقد اتخذ هذا المحاور التالية:
المحور الأول: الهجوم الصليبي والغربي على الإسلام واتهام أتباعه بالتطرف والأصولية والإرهاب... إلخ. وتتبع مظاهر ذلك مما لا يمكن حصره، ولكن يكفي فيه أن الإسلام صار متهماً في عقيدته وفي شريعته، وفي أعلامه، وفي مظاهره [من سمت إسلامي، وحجاب، ولحية،...إلخ]، وفي نشاطاته الإسلامية، وفي جمعياته الخيرية... ولم يسلم من هذا إلا أهل البدع المرضيّ عنهم من جانب الصليبيين.
المحور الثاني: وسائل الإعلام – وخاصة المحطات الفضائية – التي تتبع إما أهل البدع وأما أن أصحابها أذناب للغرب الكافر من العلمانيين والمنافقين والمفسدين في الأرض، فقد شنت هذه الوسائل حروباً متتالية وبأساليب متنوعة على عقيدة السلف ومصادرها ورجالها وأئمتها.
ونماذج ذلك ظاهرة للعيان في تلك المحطات التي تبث بالعربية لتنشر الفكر المنحرف والبدعي وتحارب بشكل صريح الإسلام وعقيدة السلف.
المحور الثالث: إعادة التجمعات والروابط الجاهلية على مستوى الأمة، حيث إنه بعد الفشل الذريع للأفكار العلمانية من يسارية وقومية ونحوها في المرحلة السابقة [ولا تزال والحمد لله] أخذت بعض القوى من أجل حرب الإسلام وعقيدته الصحيحة تعيد تنظيم صفوفها أو ابتداع منظومات فكرية جديدة.
1 – فهناك مراكز بحوث في لندن وبيروت وعمان وغيرها يقوم عليها أناس مشبوهون، حيث عرف عنهم تبني قواعد وأسس مخالفة للعقيدة والمنهج الصحيح.
2 – ومؤسسة الفكر العربي تنشأ في ظل هذه الظروف وتمول ويشرف عليها أناس معروفون في حقدهم وحربهم للعقيدة الصحيحة...
3ـ إضافة إلى مراكز البحوث والدراسات العلمانية التي كانت موجودة سابقاً، فأعادت ترتيب أمورها مدعومة مادياً بشكل قوي من قوى صليبية وعلمانية وغيرها.
ب/ ومن المظاهر: الشدة والقسوة في الهجوم على عقيدة ومنهج السلف، في هذه البلاد حيث بلغت حداً لم يعهد من قبل، وجرأة لم ير مثيل لها فيما سبق.
ومن أمثلة ذلك:
- اتهام عقيدة السلف بأنها تكفيرية إرهابية – هكذا -.
- اتهام الأئمة المعروفين المعتبرين بذلك.
- الدعوة الصريحة إلى إلغاء بعض أصولها – كالولاء والبراء، ونواقض الإسلام.
- الدعوة الصريحة إلى إحياء الآثار الجاهلية وغيرها والدعوة إلى إعادة بناء الأضرحة على القبور.
- سب العقيدة بأنها تفرقنا وتمزقنا والدعوة إلى وطنية جاهلية مفرغة من العقيدة.
- الدعوة الصريحة إلى العلمانية والليبرالية الغربية وتبنيها.
- تحدي الأمة في المسائل المتعلقة بالمرأة ودعوتها قولاً وفعلاً إلى التمرد على دينها وشريعتها.
- التبجح بالفكر الحداثي والافتخار به، والتسابق إلى الإعلان عن رواده ودعاته وتنافسهم في ذلك.
- مدح الحضارة الغربية وثقافتها وفكرها ونظمها بشكل لا أظن أنه وقع قبل ذلك.
وهكذا.. والأمثلة لا تكاد تنتهي.
ج/ ظهور أهل البدع وعلوّ صوتهم وتحديهم للأمة:
1 – فالرافضة لا يخفى أمرهم على أحد لا من ناحية أهدافهم أو خططهم ولا من ناحية أعمالهم وأفعالهم.
[والكلام حولهم يطول: ولعل فيما كتب عنهم من ملفات ما يكفي لبيان حالهم وخطرهم].
2 – والصوفية بدؤوا يظهرون المخفيّ عندهم، وصاروا يعملون بكل ما أوتوا من وسائل لاستباق كل عائق حتى ينشروا تصوفهم وخرافاتهم بل وشركياتهم الصريحة.
ويمكن أن نذكر هنا ما يلي من نشاطهم:
1) الدعوة إلى التصوف صارت علناً لا يتدسس بها أصحابها.
2) نشر مقالاتهم وحججهم وشبههم على صفحات الصحف مثل المدينة وعكاظ والوطن..
3) إقامة الموالد والمناسبات الصوفية علناً في البيوت والاستراحات.
4) السعي إلى إحياء الآثار في مكة والمدينة والدعوة إلى تعظيمها والتبرك بها.
5) العداء السافر من كثير منهم لأهل السنة أصحاب العقيدة السلفية ورميها بما سبق أن رُميت به من التهم.
6) وآخر قصص جرأتهم ما جرى أخيراً في النادي الأدبي في المدينة النبوية حيث ألقيت محاضرة تدعو إلى إحياء الآثار والتبرك بها.
3 - والأشاعرة أخذوا يدعون إلى مذهبهم داخل شباب أهل السنة، ويحمل لواء ذلك أشاعرة كانوا يخفون مذهبهم ثم أظهروه، وأناس تمشعروا بعد أن كانوا سلفيين.
والملاحظ أن هذا الصنف من أهل البدع عادوا إلى ما عُرف عن شيوخهم من التصاقهم بالصوفية، ودعوتهم إلى الأصول الكلامية، والعداء لأهل السلف ولكتبهم قديماً وحديثاً، مع المهادنة لبقية أهل البدع، كما أن حرصهم على نشر كتب الأشاعرة نشط كثيراً.
4 – مدرسة الاعتزال والتجهم تعود هنا وهناك، وتُنشر كتبها وآراؤها التي يتبناها للأسف جمهرة من العقلانيين والعلمانيين وغيرهم.
د/ ظهور أصحاب الفكر المنحرف – في هذه البلاد – من الحداثيين والعلمانيين على مختلف مدارسهم المعروفة من ماركسية وقومية وبعثية وحداثية وليبرالية وغيرها.
وقد عملوا على :
إظهار رموزهم – دون خجل – على أنهم رواد الفكر والثقافة والتوجيه في المجتمع، كما عملوا على استقطاب عدد كبير من المتأثرين بهم من الشباب والصحفيين وتجييشهم بأساليب مختلفة حتى يسايروا الخط الذي يسيرون عليه. ومما يؤسف له أن يقع هؤلاء فريسة لهذه الأفكار المنحرفة عن وعي وعن غير وعي. وهذا تشخيص لما يجري، وإلا فهم يتحملون مسؤولية ما يكتبون.
[وهؤلاء كالرافضة والصوفية يحتاجون إلى من يتتبع أفكارهم ونشاطهم، وهناك جهود في هذا ولكنها قليلة إذا ما قورنت بعظم خطرهم على الأمة وعلى العقيدة والشريعة ].
ونحن هنا نشير إلى أبرز مظاهر نشر فكرهم وحربهم للدين عقيدة وشريعة وخلقاً كما يلي:
1 – أغلب هؤلاء العلمانيين كانوا أصحاب تنظيمات سرية كانت معروفة في السابق في البلاد العربية ومنها ما كانوا يسمونه فرع الخليج العربي [البحرين – عمان – الكويت – السعودية].
وأبرز هذه التنظيمات [الشيوعيون، والبعثيون، وحركة القوميين العرب، والناصريون، والقوميون القدامى، الوحدويون]. والحداثيون هم خليط من هؤلاء، وإن كانوا في الغالب ينتمون إلى التيارين: الشيوعي والليبرالي الغربي.
وأغلب هؤلاء غلب عليهم الفكر الثوري واليساري.
وهناك التيار الغربي العلماني الليبرالي ويقود هذا مجموعة من الدارسين في الغرب الذين تشربوا فكره وأصبحوا من أدواته.
والملاحظ أن هؤلاء يعيدون ترتيب صفوفهم وشيئاً من تنظيماتهم السابقة، ويتحالف بعضهم مع بعض، وينتقل الواحد منهم في لحظة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ما دامت المصلحة الشخصية تقتضي ذلك.
2 – بدؤوا يجاهرون بأفكارهم ويفاخرون بتاريخهم السابق من شيوعي وبعثي وغيره.
[ونحن نخشى أن يأتي اليوم الذي يقف فيه الواحد من هؤلاء أمام وسيلة إعلامية رسمية ليشرح بكل فخر قصة انتسابه للفكر الشيوعي ودخوله في تنظيمه، وقصة انتسابه لتنظيم البعث أو الناصرية وغيرها كما فعل بعثيوا العراق وسوريا وشيوعيوا عدن وغيرهم حين صارت لهم سلطة ودولة].
3 - حولوا مراكز نفوذهم إلى منابر لنشر أفكارهم المنحرفة ومحاربة من يخالفهم وهذا واضح جداً في بعض الصحف، وغيرها التي شنوا من خلالها حرباً لا هوادة فيها على العقيدة ومنهج السلف وشريعة الإسلام.
4 – استولوا من جديد – بطريقة ثورية انقلابية – على أغلب إن لم نقل كافة الأندية الأدبية في المملكة عن طريق نفوذهم في وزارة الإعلام وما فوقها.
5 - شنوا حملة شعواء على الشريعة، وإقامة الحدود، وعلى القضاء والقضاة والإفتاء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكم سخروا من كثير من القضايا – آخرها موضوع هلال رمضان.
6 – عملوا على تعطيل الأحكام الشرعية التي أصدرت على أصحابهم من الزنادقة وأشباههم لأنهم يريدون إضعاف قاعدة الحسبة على هؤلاء وهو الإحالة للقضاء، ولأنهم يضعون خط دفاع عنهم؛ لأنه لو نفذت الأحكام فالدور عليهم.
7 – استولوا على المهرجانات الثقافية: كالجنادرية، ومعرض الكتاب والمناسبات الثقافية، وحاولوا من خلال معارض الكتاب الدولية، ومن خلال المراقبين في الإعلام إدخال كتب الفساد والانحلال والفكر المنحرف على مختلف مدارسه، إلى هذه البلاد ونشرها وبيعها.وفي مقابل ذلك حاربوا الكتاب الإسلامي ومنعوا الكثير منها من الفسح والدخول إلى المملكة.
8 – وفي الشبكات العنكبوتية لهم مواقعهم الصريحة في العلمنة والإلحاد وحرب الدين والاستهزاء الصراح به.
وصاروا ينشرون فيها ما لا يستطيعون نشره في صحفهم ووسائل إعلامهم المعروفة.
9 – أما أخطر مجالات عملهم التغريبي والإفسادي للعقيدة وللأمة فهو المثلث العلماني الخطير، وهو:
أ – التعليم. ومحاولة إفراغه من محتواه الإسلامي إلى تعليم علماني، وما الهجوم على المناهج الشرعية ونقد عملية الحفظ، والدعوة إلى الاختلاط وابتعاث الشباب إلى بلاد الغرب، وطلب إلغاء سياسة التعليم، والدعوة إلى إلغاء التخصصات الشرعية من الجامعات والدعوة إلى حذف مقررات الإسلام واللغة العربية من التخصصات العلمية... إلا جزء من هذه الحرب.
ب – الإعلام. وقد قفز هؤلاء بوسائل الإعلام قفزات إفسادية سريعة تشتمل على نشر الأغاني والتبرج والاختلاط في البرامج وعلى نشر الفكر المنحرف، والهجوم بأشكال متفاوتة على الدين، وهذا في الإعلام الرسمي أما الصحف والإعلام الخارجي فحدث ولا حرج عن عبث هؤلاء بدين الأمة وعقيدتها وشريعتها وأخلاقها.
ج – المرأة. وقد رموا بثقلهم حتى تتحول إلى قضية يومية في كافة وسائل الإعلام، وأصبح إفساد المرأة وتبرجها واختلاطها بالرجال وتمردها على دينها وعلى ولي أمرها مطالب تتكرر عند هؤلاء كل ساعة وفي أية مناسبة.
10 – الدعوة إلى الوطنية والحوار الوطني بعد إفراغها من العقيدة. وقد تحول ذلك – وللأسف – إلى تمكين لأصحاب البدع وربان العلمنة أن يعلنوا عن آرائهم ومذاهبهم الفاسدة بكل جرأة.
11 – وأخطر ما يفعله العلمانيون وأصحاب هذه التيارات محاولات شق الصف الإسلامي من خلال:
1) الاستهزاء بالمشايخ والقضاة وهيئة كبار العلماء والإفتاء ورميهم بالجمود والتحجر والسخرية منهم.
2) إعلاء شأن كل من ينتسب إلى العلم إذا كان صاحب شواذ في أقواله وفتاويه، ونقل كلامه الذي يناسبهم ومدحه والثناء عليه، وإذا كان هذا يقال في الصحف علناً فماذا هم قائلون للشيخ إذا انفردوا به؟
3) تبني المدارس الإسلامية المنحرفة فهم يعظمون الرافضة ويلينون للصوفية، ويعلون من شأن المدارس العقلانية العصرانية ويرفعون شأن كل من ينتسب إليها.
4) الهجوم على المشايخ والدعاة الصادقين والحط من شأنهم في كل مناسبة، والتمكين من الردود عليهم.
وهذا واضح في الردود على المشايخ صالح الفوزان، وصالح اللحيدان، وسماحة المفتي، وبعض الدعاة.
هــ/ ومن مظاهر هذه الحرب على العقيدة:
1 – تشجيع الناكصين على أعقابهم حتى صاروا كتّاباً في صحف متعددة وضيوف منتديات إذاعية وتلفزيونية يستضاف هؤلاء على أنهم من كبار الكتاب والمفكرين وقد ركز هؤلاء الناكصون على أعقابهم على أمور:
أ – إظهار تجاربهم الشخصية السابقة بمظهر ساقط وسافل لما كانوا مستقيمين.
ب – الكذب على أهل الخير واختلاق الحكايات التي لم تقع وكل ذلك من باب التشويه لأهل الدين.
جـ - إبراز نكوصهم على أنه مراجعات فكرية عقلانية وتصوير ذلك على أنه عودة إلى المنهج الصحيح مع أنه منهج منحرف ساقط.
د – شن الهجوم على العقيدة وحملتها في كل مناسبة وصارت مقالاتهم متخصصة في هذه الجوانب ولا تكاد تقرأ مقالة لواحد من هؤلاء أو تسمع له مقابلة أو مشاركة في ندوة إلا ولبّها وموضوعها الرئيس الهجوم على الثوابت والاستهزاء بالدين وبأهله والرفع من شأن كل صاحب بدعة وضلالة وفكر منحرف.
هـ - التعاون والتفاعل من العلمانيين في هذه المجالات فكل منهم يمدح الآخر ويرفع من شأنه تشابهت قلوبهم.
2 – ومن المظاهر المؤلمة – في الفترة الأخيرة – وجود بعض من ينتسب إلى العلم أو من الشباب الذين نشأوا على العقيدة الصحيحة – الذين مالوا أو تبنوا بعض مناهج أهل البدع.
مثل من مال إلى الصوفية وصار من دعاة هذا المذهب وهو يشعر أو لا يشعر.
ومثل من مال إلى المدرسة العصرانية وصار يقدم أفكاراً توافق أصولهم.
ومثل من مال إلى مذهب الأشاعرة وصار يدعو إلى مذهبهم ويغض من مذهب أهل السنة.
ويؤسفنا أن أهل البدع فرحوا بهذه الفئة وطاروا بها وبأقوالها في كل ناد، وصاروا يحتجون بهؤلاء على صحة مذاهبهم وبطلان مذهب وعقيدة أهل السنة.
ويا ليت هؤلاء – إن كانوا يفقهون ويريدون حقاً أن يدافعوا عن دينهم وعقيدتهم – يدركون مقدار جنايتهم على أمتهم وعلى عقيدة السلف والصف الإسلامي الذي فتحوا فيه ثغرات وثغرات، والله المستعان.
القسم الثالث: العلاج ووسائله:
لا شك أن هذا الدين منصور، وأنه كما جاء في الأحاديث لا تزال طائفة من هذه الأمة قائمة بالحق لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي أمر الله تعالى. وكما سبق في المقدمة فإن هذا الذي يجري وقد تكلمنا عن أسبابه ومظاهره لا يخرج عن سنة الله تعالى في الصراع بين الحق والباطل، والعاقبة للمتقين.
ولأن المؤمنين لا بدّ أن يأخذوا بالأسباب وقد أمروا بذلك فإن هذا الهجوم على عقيدة ومنهج السلف الصالح يحتاج إلى أخذ بكافة الأسباب لمدافعة هذا الباطل وتثبيت الحق والدعوة إليه.
وتعداد وسائل العلاج وطرائقه مما يطول ولا يخفى على البصير، ومن نظر في الأسباب والمظاهر استنتج جملة كبيرة من وسائل العلاج التي قد يتجاوز تعدادها المئات، خاصة عند التفصيل.
ومن باب المشاركة في هذا الباب الواسع المتنوع نذكر جملة منها على وجه الاختصار، وقد يكون عند المشايخ الفضلاء ما هو أهم وأجدى نفعاً.
فمن وسائل العلاج:
1 – ثبات المؤمنين السائرين على منهاج السلف على عقيدتهم ومنهاج سلفهم الصالح، وهذا الثبات على الدين هو أحد الواجبات، بل غاية المؤمن في هذه الحياة أن يثبته الله على الحق حتى يلقى ربه تعالى غير مغيّر ولا مبدل.
وأثر هذه الوسيلة العظيمة يظهر من وجوه، أهمها:
أ – الاستقامة وما لها من عواقب وآثار في حياة المسلم في الدنيا وعند الموت وفي الآخرة.
ب – أن الذي يثبت على منهجه هو الجدير بتقديمه منهجه هذا للناس ودعوتهم إليه، أما الشاك المتردد فلا يمكن أن يقنع الآخرين بمنهجه.
جـ - القدوة التي تجعل الآخرين يقتدون به، ومعلوم أن هذه الصفة العظيمة تنهار حين ينهار أو يتغير صاحبها.
د – السلامة من كل آثار الانتكاسة والتقلب التي تصيب الإنسان في قلبه وعلمه وعمله ودعوته... إلخ.
2 – الصبر والمصابرة على الثبات على هذا المنهج مهما تحزبت الأحزاب ضده وضد منهجه. وللمسلم هنا أن يتذكر ثبات المؤمنين لما تحزبت الأحزاب يوم الخندق على المسلمين، قال تعالى: "وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" (الأحزاب:22، 23).
ومعلوم أن من أظهر سمات السلف في كل وقت أن منهجهم واحد لا يتغير وأنهم يدعون إليه ولا يغيّرون ولا يتغيرون.
3 – التأصيل العلمي المبنيّ على منهج علمي متكامل، ومعلوم أن أعظم ما يواجه به الباطل والبدعة والانحراف الدليل الصحيح من الكتاب والسنة.
ومن ثم فلا بدّ من إحياء مدارس العلم بين يدي العلماء [التي لا تعكرها نظم المدارس والجامعات النظامية التي أخلت بكثير من شروط طلب العلم النافع – مع ما فيها من فوائد لا تنكر].
ولذا فلا بد من الإكثار من دروس العلم التي تعنى بالعلم النافع عموماً وبعلم الكتاب والسنة و العقيدة خصوصاً، بحيث تشمل كافة الفئات من العامة إلى طلاب العلم المتمكنين.
وينبغي أن يكون هناك تواصٍ وحثٌّ بين طلاب العلم والمشايخ في كل مكان على ذلك. وحبذا لو تحول هذا إلى مشاريع دروس في كل مدينة بحيث تكون أكثر ترتيباً، بدلاً من واقع الدروس الحالية التي كثيراً ما يتيه فيها الطلبة.
[وهناك مشروع لتنظيم دروس يومية في كل مدينة يختار لها أحد الجوامع المناسبة ويأتي المشايخ إليه لإلقاء دروسهم كالدورات العلمية، ولكن ذلك يمتد طول العام بشكل لا يثقل على المشايخ].
4 – وجود مشاريع دعوية تركز على العقيدة وعلى المنهاج الصحيح في الاستدلال، ويستخدم لذلك كافة الوسائل، ومنها:
- الدروس العلمية كما سبق.
- المحاضرات العامة.
- الندوات والدورات.
- الندوات الفكرية التي تقام في الديوانيات والبيوت [المسماة بالثلوثية أو الأحادية].
- الجولات الدعوية المنتشرة في كل مكان التي تركز على العقيدة.
5 – لا بدّ من مشاريع علمية – وقفية وغير وقفية – لنشر كتب السلف وتوزيعها في كل مكان داخل المملكة وخارجها وفي المناسبات المختلفة من حج وعمرة وغيرها.
فمثلاً: يقترح طباعة عشرات الألوف من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وتوزيعها في أوسع نطاق... وهكذا.
6 – اختيار كتب أو كتيبات منهجية مركزة تخاطب أكبر شريحة وتعيد الثقة بالمنهج – منهج السلف – ويطبع منها مئات الألوف لتصل إلى كل بيت – وترتيب مسابقات عليها [كما حدث مثلاً لحراسة الفضيلة].
7 – انتشار مراكز بحوث للردود والمناقشات:
أ – مناقشات آنية للبرامج الحوارية في وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفزيون.
ب – ومناقشات لما ينشر في الصحف.
جـ - ولنشر الكتب والبحوث المركزة للرد على أهل البدع والمخالفين وبيان تناقضهم وضعف حججهم.
8 – الأقسام العلمية الشرعية في الجامعات تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الميدان، بأن تركز في بحوثها على مسائل العقيدة والمذاهب المعاصرة ضد أعدائها المعاصرين.
9 – تدعو المجلات الإسلامية إلى التصدي لهذا الهجوم على عقيدة ومنهاج السلف، وما كان منها له جهود طيبة فيرجى المزيد والتركيز.
10 – السعي لبث عدة محطات فضائية موثوقة وقوية ومؤصلة لتقوم بالدور المطلوب في هذه الأمور والمسائل العقدية والشرعية [ووجود محطة واحدة لا يكفي].
11 – مواقع الشبكة المعلوماتية ينبغي دراستها بشكل جيد من دعم المواقع المميزة، وإيجاد مواقع أخرى مميزة تحمل المنهج، ويكون لكل موقع مجموعة من الفضلاء في منطقة من المناطق.
12 – الموضوعات المشكلة كالتعليم أو الإعلام أو المرأة ونحوها والتي هي محل الغزو الفكري من الجانب العلماني المنحرف ينبغي فتح ملفات عنها حتى يكشف زيف هؤلاء.
ومثلاً [وثيقة المرأة] التي طبعت يمكن أن تكون نواة مشروع كبير حول المرأة.
13 – الاحتساب على هؤلاء بشتى الوسائل المناسبة، وهذا باب غير الردود، وقد تبيّن أن الاحتساب له دور كبير وملموس في أمور كثيرة، فينبغي أن يكون موضوع المنهج والعقيدة على رأس هذه الأمور.
14 – النصح لهؤلاء المنحرفين، ونعني به تكثيف النصح في كل مدينة ومنطقة يوجد بها هؤلاء، وذلك من أجل إقامة الحجة على هؤلاء ولعلهم يرجعون ويتوبون، ومن أجل إبقاء هذه الأمور حيّة حتى يعلم هؤلاء أن الأمر ليس هيناً.
15 – فضح مخططات هؤلاء: مثل:
- كشف علاقة العلمانيين بأعداء الدين من الصليبيين وغيرهم.
- وكشف ولاء الرافضة وعلاقتهم بمراجعهم الدينية والسياسية خارج المملكة.
- وكشف حقيقة الصوفية والتقاؤهم بصوفية العالم وفضح تاريخهم المخذل في الأمة.
وهكذا.
16 – التصدي – عن طريق الاحتساب – لمحاولات هؤلاء كسر حواجز العقيدة – مثل البناء على القبور ونحوها.
17 – ينبغي مداومة الرد على هؤلاء المنحرفين وأهل البدع بالوسائل الممكنة حتى يعلموا أن الأمة ترفضهم وترفض باطلهم، وحتى لا يستريحوا لباطلهم وما يدعونه من نجاح . ذلك الذي يدعوهم إلى نشر باطل آخر...
18 – إظهار تناقض هؤلاء في كل وقت:
فمثلاً: تناقض العلمانيين في ادعاء الوطنية وهم يوالون الأعداء من الصليبيين وغيرهم.
ومثلاً: يهاجم بعض هؤلاء السلف مدعياً أنهم لا يحكمون العقل ثم هو يمجد الرافضة بخرافاتهم التي لا تعقل.
ومثلاً: هناك من يمجد الغرب بعلميته وعقلانيته المزعومة ثم هو يمجد النصارى بخرافاتهم، أو يمجد الصوفية بخرافاتهم.
19 – نشر العقيدة الصحيحة خارج المملكة واجب كبير وهو في النهاية مدّ معنوي مهم، والعقيدة الصحيحة واحدة وصوت أصحابها واحد.
20 – التركيز على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومؤازرة محمد بن سعود له – رحمهم الله جميعاً – وأن هذه البلاد تميزت بهذه العقيدة السلفية الصحيحة، وأنها لا فكاك لها عنها.
21 – العمل على وضع كتاب يضم تراجم الأئمة السائرين على منهج السلف عبر العصور، وكتابة أقوالهم في ذلك، حتى يتبين للجميع وللأعداء خاصة أن هذه العقيدة لا يختص بها ابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب، بل عقيدة هؤلاء الأئمة جميعاً.
22 – هناك مسائل تتعلق في منهج السلف في الأحكام الشرعية، والتي خاض فيها أهل البدع ودعاة التأويل ومدعوا التنوير والعصرانية، وهي تحتاج إلى بيان وردّ ومناقشة لهؤلاء الخائضين فيها بغير حق.
ومن هذه المسائل:
أ – التجديد في مسألة التعامل مع آيات القرآن الكريم وما أدخله هؤلاء من التأويل الباطل.
ب – التحديد في مصطلح الحديث، وطريقة أخذ السنة النبوية والاحتجاج بها.
جـ - التجديد في أصول الفقه وقواعده المعروفة، ومحاولة هؤلاء العبث بها وبما أصله الأئمة في هذا الباب.
د – مسألة التيسير في الشريعة والخلط فيها.
هـ - مسألة المصالح والمقاصد في الشريعة والخلط فيها.
و – مسألة الوسطية ومدلولها ومفهومها الصحيح وخلط هؤلاء فيها.
ز – مسألة الفتوى والترجيح عند اختلاف العلماء وتخليط هؤلاء وزعمهم أن الحق يتعدد.
ح – مسألة تتبع الرخص التي لم يدل عليها دليل، وتتبع شواذ العلماء وفتاواهم المرجوحة، وتأصيل هذا الباب.
23 – أخيراً يقترح إنشاء مركز علمي – مستقل – يتولى شؤون هذه المسائل التي سبقت الإشارة إليها في عدة فقرات، ويتولى التخطيط والتنفيذ.
هذا ما تيسر جمعه في هذه العجالة، ونسأل الله لنا ولإخواننا الثبات والهداية. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.